السلام عليكم أعضاء منتدانا
هذه قصيدة أعجبتني في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم وأردت أن أنقلها لكم رغبة في المشاركة في الدفاع عن سيد الخلق رسولنا الكريم
أترككم مع القصيدة وأرجو أن تنال إعجابكم في صدق تعابيرها ومعانيها
والسلام عليكم
لو يعرفون محمدا...
لك يا محمد في القلوب منازلُ
بهواك – مادام الوجود – أواهلُ
صلى عليك الرب في عليائه
وسلامه في خلقه متواصلُ
يا خير من وطئ الثرى يا خير من
حَمَلت به في العالمين حواملُ
"قد سار ذكركَ في الوجود فهل لهم
إخفاءُ شمسٍ ضوءُها متكاملُ" [1]
يا أمة المليار يا شعب الهدى
أنتم على مَرِّ الزمان أوائلُ
لكنَّ بعض الحاقدين بجهلهم
فعلوا وقالوا والعيونُ غوافل
أيطيبُ أكلٌ أو تسوغُ مشاربٌ
ونَبِيُّنا قد نال منه الجاهلُ
لو يعرفون محمدا لَبَكَوا دمًا
وتنادبَت عند الرؤوس ثواكلُ
قُل للذي شتمَ النبيَّ محمدا
هل كنتَ تعلمُ مَن بذاك تُطاولُ
مسٌّ من الجِنِّ اعترى أرواحكم
أم جُنَّ في هذا الزمانِ العاقلُ
هيهات مثلُك أَن يَمَسَّ محمدا
هيهات رسامٌ حقيرٌ فاشلُ
ما زعزعَ الجبلَ الرياحُ عصيفةً
لا كدَّرَ البحرَ العظيمَ بَراملُ
يا مَن بِتَفلِهِ رام يُخمدُ شَمسَنا
هو ذا البُزاقُ على جبينكَ نازلُ
شَتَّان بينكما فأنتَ حُثالةٌ
ومحمدٌ شهمٌ كريمٌ باسلُ
شَتَّان بينكما فأنتَ ذُبابةٌ
ومحمدٌ طودٌ وبحرٌ هائلُ
أُصمُت فبينكُما – وقَدرُك في الثرى -
كلُّ السماواتِ الفسيحةِ فاصلُ
تَبَّت يدُ الخنزيرِ ذا شرُّ الورى
بل أنتَ للخنزيرِ ظِلٌّ زائلُ
هذا الذي عندي لمثلكَ فانفجر
بعضُ المقاطعِ والحروفُ قلائلُ
أسرفتُ حين نظمتُ بعضَ قصيدتي
فيمَن أمامَ بعوضةٍ يتضاءلُ
لَوَّثتُ منكَ مقاطعي – يا ليتني -
أبقيتُها (متفاعلن متفاعل)
دَنَّستُ منكَ يراعتي وصحيفتي
طَهِّر بِمَاكَ صحيفتي يا وابلُ
إني رأيتُ الناس كلهم انتضوا
سيفَ القريضِ وإنني أتساءلُ
هل بالقصيدِ نرُدُّ ثأرَ محمدٍ
أم بالقصيد يخافُ مِنَّا الفاعلُ
بل بالقصيدِ يَذِيعُ صِيتُه في الدُّنَا
وهو الذي مِن أجل ذاك يناضلُ
هو لن يضُرَّ محمدا بِهُرائه
"هيهات تُكتَم في الظلامِ مَشاعِلُ"
لكنَّنا نُعطيه ما يسعى له
لما نُشَهِّرُ باسمِه فَنُغَافَلُ
هو ذا المَعَرِّي قالها مِن قبلِنا
ما بالُنا عن قولِه نتخَاذَلُ
[قال السُّهى للشمس أنتِ خَفِيَّةٌ
قال الدجى يا صبح لونُكَ حائِلُ]
[والأرضُ طاولتِ السماءَ سفاهةً
إذ فاخَرَت شُهبًا بِذاكَ جنادِلُ]
[يا موتُ زُرْ إنَّ الحياةَ ذميمةٌ
يا نفسُ جِدِّي إنَّ دهركِ هازلُ] [2]
ما كنتُ يومًا بالعبادِ مُوَكَّلاً
مَن شاءَ فَليؤُمِن ومَن...سَيُسَائلُ
دَعني أعودُ إلى النبيِّ محمدٍ
مادام بِي نَفَسٌ فَعَنهُ أُجادِلُ
يا خيرَ خَلقِ الله أنتَ حبيبُنا
شَرُفَت بِفضلكَ في الوجودِ فضائلُ
والمكرمات أمام قدرك طأطأت
وعظيم ذكرك خلدته شمائل
مهما وصفتُ فلستُ أَبلُغُ بعضَها
مهما قَريضِي أَسعَفَتهُ مَنَاهِلُ
مَن ذا سَيَحصرُ فَضلَهُ بقَصِيدةٍ
وَبِحارُ فضلِهِ ما لَهُنَّ سَواحِلُ
مِن عصرِ حَسَّانِ بن ثابتَ والقصي
دُ يُعيدُ نفسَهُ ليس مِنه بَدائلُ
يا قاصِدي مَدحَ النبيِّ محمد
قَرُّوا عيونًا وافرحوا وتفَاءلُوا
اللهُ في (نُونٍ) أَبانَ مَقامَهُ
مِن بَعدِ قَولِهِ هل تُرامُ دلائلُ
أُنظُم قَصيدَكَ يا صديقي إنَّني
أعلنتُ هجرَ الشِّعرِ إنِّيَ راحلُ
دعني أُناجي في الظلامِ محمدًا
وأنالُ مِن نجواهُ ما أنا نائلُ
لكَ يا محمدُ في الفُؤادِ محبةٌ
مادام في كَفِّ العبادِ أنامِلُ
بَعدَ الصلاةِ عليكَ أشهَدُ مُقسِمًا:
"لَلحَقُّ أنتَ وما سِواكَ الباطلُ"
ضَعْ شِسْعَ نَعلِ محمدٍ في كَفَّةٍ
ميزَانُهَا مِن دونِ رَيبٍ عادلُ
سَيَطِيرُ ما في الكَفَّةِ الأخرى ولَو
في الكَفَّةِ الأخرى تَنَامُ جَحَافِلُ
الكلبُ ينبحُ والقوافلُ في الدجى
تَمضِي ويَبقى تَستَبِيه سلاسلُ
ومحمدٌ خيرُ الخلائقِ كُلِّهِم
ونِيابةً عنهُ لَهُم أنا قائلُ
"وإذا أَتَتكَ مَذَمَّتِي مِن ناقصٍ
فهي الشهادةُ لي بِأَنِّيَ كَامِلُ"